انطلق مساء أمس الثلاثاء 15 دجنبر 2015 برواق باب الكبير، معرض "تصاديات- ألوان وكلمات" الذي تنظمه جمعية الفكر التشكيلي بتنسيق مع وزارة الثقافة تستمر فعالياته إلى غاية 15 يناير 2015. ضم أعمال ثلة من الفنانين الذين يزاوجون بين الممارسة التشكيلية والكتابة بِشَقيْها النقدي والإبداعي،كما يضم أيضا إصدارات ومنشورات كل الفنانين العارضين و جمعية الفكر التشكيلي التي ما فتأت، منذ أن تأسست ككيان جمعوي فاعل، ترسم لنفسها مسارا جماليا وثقافيا واضح المعالم، بيّن المقاصد و الأهداف. ومن المرامي التي آلت الجمعية على نفسها الوفاء بها واستيفاءها على الوجه المأمول : الاطلاع بفكر جمالي يحتفي بالاختلاف والمغايرة. – الوداية بالرباط. ويتعلق الأمر بكل من الفنانين الكتاب: عزيز أزغاي، حسان بورقية، أحمد جاريد، شفيق الزكاري، محمد سعود، فؤاد شردودي، بنيونس عميروش، نور الدين فاتحي، محمد كريش، سيدي محمد المنصوري الإدريسي، حميد بوحيوي، عزام مدكور، الحبيب المسفر.
وموازاة مع المعرض تم إصدار كتاب بنفس العنوان، يجمع بين دفتيْه توقيعات الفنانين المشاركين من خلال نصوصهم التي يتحدثون فيها عن تصوراتهم وتجاربهم الموصولة بالكتابة والتشكيل، إضافة إلى نص تقديمي بتوقيع الباحث الجمالي محمد الشيكر الذي أشار إلى أن »بين تضاعيف هذا الكتاب الفني، تطالعنا تجارب لفيف من الفنانين التشكيليين المغاربة الذين خبروا لغات التشكيل وشغفوا بجمالياته البصرية، واصطفوا كنمط مخصوص للتعبير عن الذات والعالم، لكن لم يمسكهم شغفهم بالتشكيل من معانقة تجربة الكتابة، وعن الكلف بفتنتها الآسرة« ، مضيفا أن هؤلاء الفنانين » يمثلون نموذجا فريدا لتصادي الألوان والكلمات، وللترحل بين جغرافيتين مختلفتين، التشكيل بسائر تعبيراته وبلاغاته والكتابة بتجنيساتها وتلويناتها المتنوعة« . فيما جاء في كلمة الجمعية المنظمة أن هذا المشروع الفني والثقافي يجعلنا » نتماهى مع النصوص الشذرية وننصت إلى عوالم اللوحات التشكيلية النابضة بالحياة في إطار حفر عمودي، وانشغال عرفاني بكل ما هو ثاو وباطني في التجارب قيد البحث والسؤال« ، مؤكدة على أن هؤلاء الكتاب المساهمين في هذا المشروع » يرقون بفكرنا الجمالي إلى مستوى تأمل "شروط الإبداع" و"شروط التفكير في الإبداع"، ناحتين مفاهيمهم الخاصة، و عارضين رؤيتهم المحايثة للأشياء والكائنات المحيطة بهم« .
وقد عبر العديد من المتتبعين بكون هذه التظاهرة الخاصة بالتشكيليين الكتاب تعتبر تجربة فريدة ليس على المستوى المغربي فحسب وإنما على صعيد العالم العربي بعامة، إذ تعد التجربة الأولى من نوعها.